جديد الموقع

888865

السؤال: 

وهذا يسأل عن قوله – جلّ وعَلا - : ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾ الآية، قال: أليس في هذه دليلٌ على منهج الموازنات؟

الجواب: 

لا، بل هي دليلٌ ضدّ منهج الموازنات، لأنَّ الله - جلَّ وعلا- يقول: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾، هل ذَكر لهم سيئات؟ أسألكم: هذا الفريق الذي ذكره الله – جلَّ وعَلا - : ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾، ذكر له سيئات؟ ما ذَكر، ذَكَر الأمانة فقط لأنّه يريد أن يُثني عليه بها، وقال في الفريق الآخر: ﴿وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا﴾، فهل ذكر له حسنات؟ ذكر سيئاته فقط لأنه يريد أن يذمه ويُحَذِّر منه.

 فهذه الآية في الحقيقة قَسَّمت الناس إلى قسمين – أهل الكتاب-: قسم ذكرتهم بالأمانة؛ ولم تذكر من مساوئهم شيئًا؛ لأنها تريد إثبات أمانتهم، وقسم ذكرتهم بعدم الأمانة؛ وهو الغش، والخيانة، وما ذكرت من حسناتهم شيئًا؛ لأنها في مقام الذَّم.

 ففين المعادلات؟! فين الموازنات؟! فهي في الحقيقة حُجَّة ضد من قال بهذا القول.

الشيخ: 
محمد بن هادي المدخلي