بارك الله فيكم شيخنا، السؤال الثالث في هذا الدرس، يقول السائل: بارك الله فيكم، قال أحد المُدَرِّسين في الجامعة أن معنى ((وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ بَعْدِي)) أي إذا أجمعوا على أمر، أمَّا قولهم أحدهم فقط فليس بحجة حتى يُجمعوا ويوافقوه عليه؛ فما صحة هذا القول – بارك الله فيكم- وما معنى هذا الحديث؟
خطأ، وهذا إمَّا جاهل وإما لعَّاب، ودليل كَذِبه أنَّ عثمان - رضي الله عنه- لمَّا سنَّ الأذان الأول لتنبيه الناس؛ المسلمون تَبِعوه وأجمعوا على ذلك، ما طلبوا أن ينضم إليه عَلِيّ، لا، المقصود شيئان:
الأول: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- أمر بذلك لِمَا أوحى الله إليه أنَّ هؤلاء الخلفاء – رضي الله عنهم- سواء كان الجماعة منهم أو الفرد لن يخالف سنة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- مخالفة توجب الفرقة أو توجب المباينة، وإن حصل خلاف فهو مِمَّا فيه اجتهاد كما فعل عثمان – رضي الله عنه- لَمَّا أتمَّ بالناس في مِنَى، فالناس صلَّوْا خلفه مع استنكارهم لكن هو مجتهد عذروه،لم يقوموا عليه قيام على كافر؛ لا، وهكذا، يعني الأمثلة كثيرة؛ فهذا إمَّا جاهل وإما مُلبِّس - أعني المدرِّس هذا- ليس بصحيح.