أحسن الله إليكم، وهذه سائلةٌ من فرنسا تقول: عقد عليها شابٌّ كانت تظن أنه على منهجٍ سليم، ولكنها مع مرور بعض الوقت وبالاتصال به بالهاتف وغيره أصبح يقول أشياءً غريبة؛ كقوله بمشروعية الجهاد في سوريا، وقد ناصحته وأرسلت له فتاوى العلماء والمشايخ إلَّا أنه يُصِرُّ على رأيه، علمًا بأنهما لم يتيسر لهما السكنى في بيت واحد بعد؛ فما نصيحتكم لها - بارك الله فيكم-؟ وكيف تتصرف معه؟ وجزاكم الله خيرا.
أقول: تفسير أمرك فيما يظهر لي - يا بنتي- أنك أنتِ هيأتي الرجل لخطبتك، فكأنك قلتي لأهلك: هذا أنا أريده فأتِمُّوا؛ هذا خطأ منك، وهي في الحقيقة جناية على نفسك، ولست وحدك أنتِ في هذا الميدان بل كثير من المسلمات من يتصل بها من يخطبها وتُمَكِّنه من النظر إليها والمحادثة المُفرطة، ثم بعد ذلك تُحَوِّل أمر العقد إليها، وهذا خطأ، وكم نصحت المسلمات ألَّا يسلكن هذا المسلك، لأن أمر الرجال يخفى عليهن، فلا يعرف أمر الرجال إلا الرجال، فالواجب على من وقعت في هذا الشِّراك وسلكت هذا السبيل الخاطئ؛ أن لا تُمَكِّنه من كثرة الكلام معها، وعليها أن تكتفي بقولها: اذهب إلى الأهل، حتى لو قد تكلمها امرأة أحيانًا عرفنا، بعضهن تكلمها امرأة زميلة لها أستاذه أو جاره فتهيجها على أن تُمَكِّنه من النظر إليها، ونظرها إليه؛ هذا خطأ، بل الواجب عليها أن تزجر هذا الواسطة، وتقول: إن كان الرجل جادًّا فليسلك السبيل الصحيح وهو أن يأتي البيت من بابه - يعني وليها-، وإذا ألحَّت عليها فلتزجرها لأنه لا يوثق منها عاطفية وليست ناصحة؛ هذا أولًا.
الثاني: نُوَجِّه إليك وإلى مثيلاتك هذا السؤال؛ هل هو دخل عليك؟ نال منك ما نال الرجل من زوجه يعني الجماع أو لا؟ فإن كان نال منك هذا، أتاكِ ومَكَّنْتِه من نفسك فإني أعرض أمامك حَلَّيْن:
- الأول: أن تُخبري أهلك بأن الرجل خَيَّب الأمل فيه وأنا أخشى منه، وهنا أهلك يتوسطون ويحلون المشكلة.
- الثاني: إذا كان أهلك على نفس المنهج، وأنتِ في بلد - كما ذكرتِ العنوان- أنت في بلد كافر، فعليك الصبر ولا تليني معه، يعني أديه حقوقه الواجبة عليك، واصبري عليه، على مناصحته، فكم من شاذ هداه الله – سبحانه وتعالى – على يدِ امرأة، كم من رجل هداه الله على يد زوجه، والله أعلم.