أحسن الله إليكم، وهذا سائل يقول: شيخنا بارك الله فيكم وحفظكم وأطال عمركم في طاعته؛ هل يجوز لعن الكافر وهو لم يمت بعد؟
هذا له حالتان:
- إحداهما: أن يكون هادئًا وادعًا ساكنًا فلا يُلعن، سواء جماعة أو أفراد.
- الحال الثانية: أن يكون هذا الكافر مُكَشِّرًا عن أنياب العداوة، لا يُبالي ويُؤذي المسلمين، وهو حربٌ على الإسلام، فهذا يُلعن، ويُدعى عليه، وترك لعنه أفضل، لما صحّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يلعن بعض كُفَّار قريش، فأنزل الله – عزَّ وجل -: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ الآية.
أمَّا من ماتَ على الكفر هذا يُلعن، من مات على الكفر كذلك له حالتان:
- إحداهما: أن يكون من الصنف الأول فلا يُلعن تألُّفًا لأهله, لعل الله يهديهم إلى الإسلام، هذا أقول: نعم لا يلعن؛ هذا إذا كان من الصنف الأول.
- أما إذا كان من الصنف الثاني: فإن كان يُرجى إسلامُ أهله؛ أقاربه وذويه ومن كان تابعًا له ليس مستقلًا عنه متسلِّطًا عليه؛ فلا يُلعن، أمَّا إذا كان من خلفه هم على نهجه، نعم في أذيّة الإسلام وعداوة الإسلام وأهله، في أذية المسلمين وعداوة الإسلام وأهله؛ فإنهم يُلعنون حيهم وميتهم، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – دعا على المشركين يوم الخندق. نعم.