باركَ الله فيكم شيخنا، السؤال الثاني عشر، يقول: شاب مستقيم عندهُ أبناء صغار دون سن التمييز وهو يسكن بعيدًا عن أهله وهم من عامة الناس وعندهم تلفاز، يقول: وأبوهُ وأُمه مُتعلِقانِ بأبنائه ويُحبونَ بقاءهم معهم بينَ الحينِ والآخر لِمُدة تُقارِب الأسبوع، يقول ويزعلون إذا منعناهُم من أخذِهِم: فما توجيهُكم؟
قالَ - صلى الله عليهِ وسلم-: ((إنما الطاعةُ في المعروف)) فإن كان قريبًا من أهله يجعل أبناءه ويتعاهدونهم بالزيارة من وقتٍ لآخر، وإن كانَ بعيدًا فهو أَوْلَى بحفظِهِم ورعايتِهِم أَوْلَى من أَبَوَيْه، وأنا لا أدري عن هذين الأبوين هل هما ممن يُطلِق استعمال التلفزيون إطلاقًا عامًّا، أو من المُحافظينَ الذينَ يُفيدون منهُ في المُحاضرات والخُطَب والأخبار، فإن كانوا من هذا فهُم على خير- إن شاء الله- لكن هو أَوْلى بحفظِ أبنائهِ منهم -: ((إنما الطاعةُ في المعروف)) فإذا تعلَّقَ أبناء الرجُل بأهلهِ البعيدين ينسونه ولا يعرفونهُ حقَّ المعرفة، وهو يتكلّف لا يستطيع أن يزورهم يوميًا عند أبويه، فهؤلاء الأبوان محبتهُما عمياء، نعم إذا كان الأبوان عاجزيْن، رأى أن يخدمهم بعضُ أبنائه مع الحرص عليهما فلا مانع- إن شاء الله- أمَّا إذا لم تكن لهم حاجة وإنما أرادوا أن يبقوا الأولاد عندهم فهذه ليست سياسة حَسَنة، نعم وهذا من الغلوّ في المحبة.