جديد الموقع

888951

السؤال: 

بارك فيكم شيخنا ونفع بكم الإسلام والمُسلمين، السؤال السادس في هذا اللقاء، يقول: يشهد الله بأنا نُحبكم، ونتقرب إليهِ بحبكم، ويقول: عندنا في تونس كثير من الشباب إذا قام بالنظرة الشرعية، يطلب من والدها أن يعقد لهُ عقدًا شرعيًا بحجة أنهُ يرد أن يتكلم معها ويتعرف عليها، وكثير من الأولياء عندنا لا يعرفون معنى العقد الشرعي ويظنون أن موليتهُ لا تصير زوجة لذلك الشاب، إلا بعقد مَدَني، فيقول للخاطب زوجتك، وهو يقصد الخطبة لا التزويج.

والسؤال: هل يقع العقد صحيحًا إذا لم ينوِ الولي التزويج؟ والسؤال الثاني تابعًا لهُ: ما هي نصيحتكم للأخوات السلفيات اللاتي يتسرّعن في العقد وربما تحصل أُمور من الخاطب كالاستمتاع بها، ثم يطلقها وهو عند الناس لم يدخل بها، فتقع في إحراج.

الجواب: 

أقول أولًا: إن قدرت أن تاتي بمن تريد تصاهر فَئْتِ بمن يناصحهُ ويبين لهُ إن قدرت أو لأقرب بلد علماء معتبرون سلفيون،نعم نبين لهُ ،ثانيًا لا يشترطُ النية فإذا قال الولي وبحضور الشهود،وسُمي المهر، هذا الأولى أن يُسمى زوّجتك بنتي فلانة، وقال الخاطب: قبلتُ نكاحها ، تم فهي زوجهُ، ترثهُ ويرثها وحل لهُ منها كُلُ شيء، لأن هذا هو العقد في شرع محمدٍ – صلى اللهُ عليه وسلم- بقي ما يسمونه عندكم في تونس وفي غيرها من الدول العربية ، إلا عندنا وللهِ الحمد، لا يوجد هذا  العقد الَمدني، هذا للتوثيق فقط، وليس للدخول، للتوثيق.

والأمر الثالث والأخير في هذه المسألة: أنا أنصح كُل مسلمة، أن ترعى عُرف أهلها، فبعض الأعراف لا يُمكنون الرجل من الإختلاء بزوجه، فإذا كُنتِ يا مُسلمة يا سلفية عُرف أهلك كذلك فلا تُمكنية، من الخلوة بك ، وبعضهم يسمح لهُ بالزيارة والخلوة، لكن لا يريدون أن يأتي بها، لا يريدون أن يجامعها فلو حصل فكان فضيحة لهم ، وربما اعتدوا على البنت بالضرب إلى غير ذلك من العقوبات، فأنا أنصح كُل  مُسلمة أن ترعى عُرف أهلها بعد أن يتم العقد، وأحُذِر كل مسلمة من أمر فاشي في كُل مكان، ولا أدري بعض مناطقنا وصلهم ذلك وهي أن تهيء الرجل يخاطبها وتُخاطبه وربما اجتمع بها في مكان مُعيّن، ثم بعد ذلك تأتي إلى أهلها وتقول أُريد هذا الرجُل، والله يا بنتي إنكِ هبلاء إذا كان هذا مسلكك، هبلاء، أولًا النساء لا يعرفن خبايا الرجال، ومكامن مكرهم، هذا بعيد ما يمكن، صعب.

ثانيًا: أنتِ خرقتِ باب البيت وهو وليك،وهذا خطأ منك، معنى هذا أنك همشتي وليكِ،وكأنكِ أنتِ القائمة على نفسك ولم ترعي قولهُ تعالى:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء 34] فكأنكِ تقولين، أنا قوامة على نفسي القرارُ لي ،أنتيا وليي أكمل فقط أكمل، هذا يفعلهُ الهُبل من النساء والمُتأثرات بالغربيات ، وإن كانت مُسلمة، مُتجلببة مُختمرة ، لكن هذا خطأ لا يجوز ، بل من مصائد الشيطان ، فكم من واحدة، وأنا أقول هذا عن علم لأني كُنت على  الهاتف فيتصل رجال ونساء، فكم من واحده ضحك عليها هذا الخطيب، قال لها: أنتِ ستكونين زوجتي -والحمدُ لله-أيام بسيطه ويحصل العقد وتحصل الملكة ، خليني يعني أتمتع وكذا وكذا أنتِ ستكونين زوجة لي ، فيضحك عليها، ويفعل معها المكروه، فتحمِل منه، بعضهن تحمل، المهم النهاية أنهُ يتركُها، لماذا؟ لأنهُ وَقّرَ في قلبهِ مادامَ مكّنتهُ فلن تتورع من تمكينِ غيرهِ منها ولو كانت فراشا.

فاتقينَ الله يا مُسلمات وحافظنَّ على شرفكِن وعفتِكّن وأحفظنَّ كرامة أَهلِكنَّ، إذا مثلًا كلمتكِ إمرأة لأخيها أو لعَمِها أو لخالِها أو لأبيها فقولي لها إن كان صادِقًا فليأتي للبيت يأتي لأبي أو وليّي مهما يكون هو وقد تحاول أنتِ مكنيهِ من النظر أنتِ كلميه بكلمات، ما يضُرك شيء أنا عندك، فازجريها زجرًا شديدًا، وقولي لا تعرضي الأمر عليّ بعد هذا إن كانَ صادِقًا أنا دللتُك، بهذا تحفظين كرامة أهلك، وتصونينَ عرضهم، وتحفظينَ عفة نفسكِ- إن شاء الله تعالى-.

الشيخ: 
عبيد بن عبد الله الجابري