الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فنخبركم إنَّا قد عزمنا -إن شاء الله-ماتيسرت لنا بِغيَتُنا أن تكون هذه اللقاءات الأسبوعية علمية ووعظية وفقهية، ليس هناك كتاب مرتب، لكن نصوص نعرضها عليكم ثم نشرحها بما يفتح الله به علينا.
وفي جلسة هذا اليوم وأظنه مُعلَن لَديكم: القراءة من فتح الباري، وأظن أن الكتاب كتاب المرتدين.
القارئ: كتاب الاستتابة.
الشيخ: كتاب الإستتابة، بسم الله، يُقرَأ المبحث.
القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله.
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في فتح الباري تحت كتاب الاستتابة، (بَاب مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ لِلتَّأَلُّفِ وَأَنْ لَا يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْهُ).
الشيخ: أقول تَأملوا، بعض الناس يقدر على قتال الخوارج، لكنه يتركه مُجاملة، حتى ذكره البخاري -رحمه الله- : (حتى لَا يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْهُ).
والخوارج صحَّ عن النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأمر بقتالِهم، ومن ذلكم قوله -عليه الصلاة والسلام-: «أَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ»ووصفهم بأنهم شرُّ الخلق والخليقة، وأنهم كلاب النار، إلى غير ذلك.
فالمجاملة التي تَحملُ على هذا الصنيع تدل على أن صاحبها لا خيرَ فيه للإسلام ولا المسلمين، فَلَو كان فيه خير لَسلك هدي مُحَمدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هذا إن كانت لديه قوة وقدرة،نعم، أما إن لم تكن لديه قوة وقدرة وخشيَّ على دينه منهم فرّ بدينه وتركهم، فر َّإلى حيثُ يأمن من أرض الله، وإن كان حاكمًا يخشى منهم على نفسه ترك الحكومة.
القارئ: قال-رحمه الله-: وفيه أنه لا يجوز قتال الخوارج وقتلهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم بدعائهم إلى الرجوع إلى الحق والإعذار إليهم، وإلى ذلك أشار البخاري في الترجمة للآية المذكورة فيها، واستدل به لمن قال بتكفير الخوارج، وهو مقتضى صنيع البخاري.
الشيخ: لحظه يا بني، هذا جوابٌ على سؤالٍ مقدر، وما ذكره الحافظ-رحمه الله-يدل على فقهه، وكياسته وفطنته، فمتى يقال الخوارج، إذا أقيمت الحجة عليهم، وهذا أقول تنبيهٌ لنا إلى أن الخوارج المُحارِبة قسمان:
- قسمٌ لهم راية، يُمكِن الوصول إليهم، تجمعّوا في مكانٍ ما، ورايتهم معلومة ظاهرة، ومكانهم معلوم، فهُنا للإمام أن يناظرهم ويُقيم الحُجة عليهم، مالم يبدؤوا القتال، إذا بدأوا القتال وشنوا الحرب على المسلمين فهذا الصنيع ينطبق عليه قوله -تعالى-: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة:١٩٤] الآية.
فإذا ناظرهم الإمام أو من ينوب منابه فيبعثه إليهم، فإذا تمتّ المنُاظرة وقامت الحُجة بذكرِ النصوص، وصنيع السلف من الصحابة، ومن تبعهم بإحسان من أئمة العلم والدين والإيمان استعان بالله على حربهم، كما صنع علي -رضي الله عنه-، فإنه بعث ابن عمه عبدالله بن عباس -رضي الله عنهم جميعاً- فَأقامَ عَليهم الحُجّة، وخاصمهم -رضي الله عنه- وألجّمهم وأفحَمهم، فسلّموا، فرجع نحو ألفين إلى راية أهل السنة، إلى راية الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وبقية بقية أبّوا، فاستعان بالله عليهم وقاتلهم، وقتلهم بأمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتحَققَّ فيه قول مُحَمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ تَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ»، فنال هذه الكرامة وهذا العَلَم من أعلام نبوته- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -ومن معه من الصحابة وخيار التابعين.
القارئ: قال: واستدّلَ بِهِ لمِن قَالَ بِتَكفير الخَوارج، وَهُو مُقتضى صَنيع البخاريّ.
الشيخ: تمام، هنا أمر (استدّل بهِ)، الظَاهِر على الحَديث أو أَقصد باِلحديث الذي سيأتي، كما أن هذا صنيع البخاري، قال أهل العلم أو بعض أهل العلم: نستفيد الفقة من تراجم البخاري -رحمه الله- فهو استدّلَ في هذا الباب وما فيه من نصوص، فَهِمَ العلماء أن البخاري يرى كُفرهم، ثم الآن إلى سياق الأدلة.
القارئ: قال: وهو مقتضى صنيع البُخاري، حيث قرنهم بالملحدين وأفرد عنهم المتأولين بترجمة، وبذلك صرَّح القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي، فقال: الصحيح أنهم كفار لقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ) وقوله: (لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ)وفي لفظٍ (ثَمود)، وكلٍ منهما إنما هَلكَ بالكفر، وبقوله: (هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ) ولا يوصف بذلك إلا الكفار.
الشيخ: هذا من هو؟ ابن العربي المالكي -رحمه الله-، فرِّقوا بين ابن عربي هذا ملحد كافر صوفي من أهل وحدة الوجود وغيرها من التصوف الغالي الشركي، وابن العربي لا، هذا إمام من أئمة المالكية من علماء المالكية.
القارئ: وبقوله: (هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ) وَلَا يُوصَف بِذَلِكَ إِلَّا الْكُفَّار، ولقوله: «إِنَّهُمْ أَبْغَضُ الْخَلْق إِلَى اللَّه تَعَالَى».
الشيخ: انتظروا، هنا قال، هذا بيان وجه الدلالة، أنه لا يوصف بأنهُشَرُّ الْخَلْقِ وأنهم مارقة من الدين، مارق يعني خَرَج من الدين، إلا نعم، لا يوصف بهذه الأوصاف إلا الكافر، نعم.
القارئ: وِلحُكمِهم عَلى كُل مَن خَالَفهم مُعْتَقَدِهم بِالكُفر وَالتَخليدِ في النار.
الشيخ: خالفوا الإجماع، فاستّحلوّا بهذا الصنيع، دماء المسلمين وأعراضهم، نعم، وسبوا أموالهم و ذراريهم.
القارئ: فَكانوا هم أحق بالأسم منهم، وكان ممن جنح إلى ذلك من أئمة المُتأخرين الشيخ تقي الدين السُبكي، فقال في فتاويه (احتج من كفر الخوارج وولاة الروافض بتكفيرهم أعلام الصحابة لتضمنهِ تكذيب النبي -صلى الله عليهِ وسلم- في شهادتهِ لهم بالجنة).
الشيخ: جميل، لماذا كُفر الخوارج؟ أو ما حجة هؤلاء العلماء؟بالإضافة إلى ما تقدم،أنهم كفروا عليًا –رضي اللهُ عنه- ومن معه، فخالفوا الكتاب والسُنة والإجماع، نعم.
القارئ: قال وهو عندي احتجاجٌ صحيح، قال: واحتج من لم يُكفرهم بأنَّ الحكم بتكفيرهم يستدعي تقدم علمهم بالشهادة المذكُورة علمًا قطعيًا، وفيهِ نظر لأنا نعلم تزكية من كفروه قطعيًا إلى حين موته، وذلك كاف في إعتقادنا تكفير من كَفّرهم، ويؤيدهُ حديث «مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا».
الشيخ: أقول عَلِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ضمن الستة اللذين مات رسول الله –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو عنهم راضٍ عثمان وعلي وآخرون، فهؤلاء يُكفرون من رضي عنهُ النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورضي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن هؤلاء بوحيٍ من الله، أَضِفْ إلى ذلك، إلى أن الحقَّ -جلَّ وعلا- رضي، أنزل رضاهُ على نبيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في كتابه، نعم، فاشترطت {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ } [ التوبة 100] -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهمُ- رضًا مُطَلقًا، ومن أتى بعدهم مشترط فيهم، ماذا؟ الإتباع بإحسان، نعم، قال العُلماء مثلاً لو وُجِدَ في بعض التابعين من هو أفقهُ من بعض الصحابة المُتأخرين، يُقال (ولكن شَرف الصُحبة لا يُدانيهِ شَرَف،شَرفُ الصُحبة لَيسَ فَوقهُ شَرف)، نعم.
القارئ: ويؤيدهُ حديث «مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا»، وفي لفظ مسلم: «مَن رمى مسلمًا بالكفر أو قال عدو الله إلا حاد عليه».
الشيخ: اللهُ أكبر هؤلاء يرمون الصحابة،صفوة هذهِ الاُمة، الذين جعلهم الله أصحابًا لنبيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولا يختارُ ولا يصطفي -جلَّ وَعلا-لنبيهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا هم خيرُ الناس صحبةً للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فالذي يُكفرهم يطعن في مقام الربوبيةِ، يطعن في مقام الربوبيةِ ويطعنُ في النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويطعنُ في إجماع الأُمة بل ويطعنُ في الكتاب العزيز، نعم فهذه أدلةٌ عظيمةٌ قاصمه، نعم.
القارئ: قال: وهؤلاء قد تحقق منهم أنهم يرمون جماعةً بالكُفرِ ممن حصل عندنا القطعُ بإيمانهم.
الشيخ: هذا يقولهٌ السُبكي؟
القارئ: نعم.
الشيخ: جميل.
القارئ: فيجب أن يُحكم بكُفرهم بمقتضى خبر الشارع، وهو نحو ما قالوه فيمن سجد للصنمِ ونحوه مما لا تصريح بالجحود فيه، بعد أن فسروا الكُفر بالجحُد، فإن إحتجوا بقيام الإجماع على تكفيرفاعل ذلك قلنا فهذهِ الاخبار الواردة في حق هؤلاء تقتضي كُفرهم.
الشيخ: والله هذا استنباطٌ جيد، استنباطٌ عظيم، نعم.
القارئ: ولو لم يعتقدوا تزكية من كفروهم،علمًا قطعيًا،ولا يُنجيهم إعتقادُ الإسلامِ والعملُ بالواجبات،عن الحُكم بكُفرهم،كما لا يُنجي الساجد للصنم ذلك، قلتُ هذا البحث الطبري في تهذيبه، فقال بعد أن سَرَد أحاديث الباب، فيه الردّ على قول من قال،لا يخرجُ أحدٌ من الإسلامِ من أهل القبلة بعد استحقاقه الحكم إلا بقصد الخروجِ منهُ عالما.
الشيخ: عجيب! بالنيّه، يعني الظاهر لا يُحكمُ عليهِ عنده، لا يحكمون ،هذا ليس بصحيح! يعني من ذَبَحَ لِغير الله، ذبح لصنم،أولروح نبي، لروح ميت، ذبح لغير الله،فلا يُسأل عن نيتّه لأن العمل ظاهر، نعم،إلا إذا وجد مانع كالجهل،بعض الناس أسلم على أيدي مُتصوفة،تصوّف شركي، فيستغيثون بالأموات، يستغيثون بغير الله فيما لا يقدرُ عليهِ إلا الله،ويتقربون إلى المقبورين من الصالحين بالذبحِ والنُذرِ وغير ذلك مما لا يصلُح إلا لله عز وجل، فلو أسلم على هذا ولا يعرفُ من الإسلامِ إلا هذا،فهذا يُبينُ له، نعم، فإن إستبان فهو المطلوب وإلاحُكم بكُفره، نعم.
القارئ: قال: فإنهُ مبطلٌ لقولهِ في الحديث: «يَقولونَ الحَقّ، وَيَقْرءُونَ القُرآن وَيَمرقُونَ مِنَ الإِسلام وَلا يَتَعلُقونَ مِنهُ بِشيء»،ومن المعلوم أنهم لم يرتكبوا استحلال دماء المسلمين وأموالهم، إلا بخطأٍ منهم فيما تأولوهُ من آي القُرآن على غيرِ المُرادِ منه، ثم أخرج بسندٍ صحيحٍ عن إبْنِ عَبَّاسٍ ،وذُكر عندهُ الخوارج وما يلقون عند قراءة القرآن فقال -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: «يُؤْمِنُونَ بِمُحْكَمِهِ، وَيَهْلِكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ» ويؤيدُ الامر المذكور الأمر بقتلهم، مع ما تقدم من حديث ابنِ مَسْعُود: «لَا يَحِلُّ يقتل امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث»، وفيه: «والتارك لدينِهِ المفارق للْجَمَاعَة».
الشيخ: هل الصحابة تركوا الدين؟! وهل الصحابةوخيارُ التابعين ممن قاتل مع عَلِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- تركوا الدين وفارقوا الجماعة؟!
الجواب: ألفُ كلا، فهؤلاء الخُبثاء، الأنجاس يُكفرون هؤلاء، ويستحلون دمائهم،ويسبون أموالهم وذراريهم،يغنمون أمواهم ويَسبُون ذراريهم، فتنبهوا يا أوُلي الأحلامِ والنُهى، بلغنا أن بعض الناس في بعض المناطق،ُ أعجبهم ما فعلتهُ داعش من إخفاء الخمر والدُخان وغير ذلك، وهؤلاء جَهَلة ،الخمر ليس بكُفر إلا من إستحلّهُ عالمًا بتحريمه،وقد قدمتُ لكم كثيرًا من، يعني في الكثيرفي المجالس الكثيرة ما يحصُل بهِ الإستحلال، لابُد من القولِ الصريح ، ولابُد من إجتماع الشروط وإنتفاء الموانع، نعم، وهذا مُبسوط في غير هذا الموضع، ولعلنا نقرأَهُ -إن شاء الله- من كلام الشيخ بن عثيمين -رحمهُ الله– في القواعد المُثلى، وللفقير شرح لهذا الكتاب، لكن لا أريد أن أربطكم بشرحي أنا، أريد أن أربطكم بالإمام الذي أخذت عنه، نعم.
القارئ: قال القرطبي في المفهم ويؤيد القول بتكفيرهم التمثيل المذكور في حديث أبي سعيد يعني الآتي في الباب الذي يليه، فإن ظاهر مقصوده أنه خرجوا من الإسلام ولم يتعلقوا منه بشيء كما خرج السهم من الرمية بسرعته وقوة راميه بحيث لم يتعلق من الرمية بشيء.
الشيخ: جميل.
القارئ: وقد أشار إلى ذلك بقوله: (سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ)، ، وقال صاحب الشفا...
الشيخ: هذا القاضي عِياض، له كتاب سمّاه ُالشفا أظن بحقوق المصطفى أو بذكر حقوق المصطفى، كتاب جميل، نعم، تفضل.
القارئ: وقال صاحب الشفا فيه: "وَكَذَا نَقْطَع بِكُفْرِ كُلّ مَنْ قَالَ قَوْلًا يُتَوَصَّل بِهِ إِلَى تَضْلِيل الْأُمَّة أَوْ تَكْفِير الصَّحَابَة". وَحَكاه صَاحِب الرَوضة في كِتاب الرِدّة عنه وأقرّه.
الشيخ: أظن يقصد روضة الطالبين، نعم.
القارئ: انتهى كلامه يا شيخ الحافظ في تكفير الخوارِج.
الشيخ: جميل، نعم، الحافظ -رحمه الله- كما لاحظتم أحالانا إلى شيئين، الأول من ذكر عنه تكفير هؤلاء، والثاني الاستدلال بالنصوص وأحال على أحاديث، بقي أن تتبعوها أنتم -بارك الله فيكم-فإن شاء الله- تكون القراءة في الجمعة القادمة في القواعد المثلى في أسماء الله وصفاته العلى ويحدد الشيخ عبد الواحد موضع القراءة -إن شاء الله تعالى- يصل إليكم لا نريد أن نقرأ الكتاب كامل لكن ما يتعلق بتكفير المسلم وكذا إلى آخره، والشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله يرى تكفيرهم نعم، أما أنا فسوف أستخير الله لأني أميل لهذا القول ميلًا شديدًا لكني ما جرؤت عليه سوف أستخير الله –عز وجل-وأعلن إن توصلت إلى تكفيرهم بحول الله -تعالى-.
القارئ: هنا يا شيخ ذكر سبعة ممن يعني قالوا بكفرهم.
الشيخ: سبعة من العلماء.
القارئ: ممن قرأناهم، نعم يا شيخ.
الشيخ: ما شاء الله سبعة، الشيخ عبد العزيز ثمانية، وأظن ابن عبد البر ماذا قال فيهم؟ أظنه ذكر اجماع أهل الحديث والله أعلم، لكن الشيخ عبد العزيز -رحمه الله- ذكرَ هذا في شرح إغاثة اللهفان، نعم، فليأتي نبيه -إن شاء الله- في الجلسة القادمة عرفات بن حسن، موجود الشيخ عرفات؟
القارئ: موجود نعم يا شيخ.
الشيخ: خلاص عندك، مفرغ هو؟
القارئ: ما أدري والله يا شيخ، ما أدري؟
الشيخ: المهم -إن شاء الله- يبحث لنا عنه، يُفرغ ويُقرأ عليكم -إن شاء الله تعالى- حتى تعلموا من كَفّرهُم من أئمتنا لهُ سَلف، هو لابد أن يكون منشورًا في الشبكة ما أظن يغفل هكذا، وبعد هذا نتيح الفرصة لعرض إمام المسجد ما أمكن عرضه من أسئلتكم، وبالله التوفيق.
السؤال الأول:
يقول السائل: ما الفرق بين البغاة والخوارج؟ وأن بعض الناس يقولون الخروج على الحاكم (بغي) وليس من أصول الخوارج الخروج على الحاكم وإنما خروجهم على الحاكم مبني على تكفيرهم له.
الإجابة:
البُغاة لا يستحلون، هؤلاء لا يكفرون الحاكم ومن معه ولكن يخرجون عليه لأمور يدعونها، ولهذا قال العلماء نناظرهم فإن ادعوا مظلمة أزالها، وإن ادّعوا شبهة كشفها لهم بالحجة، نعم، وأنا قلت الخروج عليه، وسوف أحدثكم إن شاء الله تعالى- عن الخوارج، وتفصيل القول فيهم، لأنهم في اللغة (خَوارج) لأن هم أعلنوا عدم طاعة الإمام وتجمعوا ضدّه وقد يشنون العداوة، يشنون الحرب عليهم، فهم من حيث اللغة (خوارج )لكن من حيث الشرع لا!
الخوارج من حيث الشرع: هم اللذين يخرجون على الإمام ويرفعون السيف في وجهه ويستحّلون تكفيره وتكفير من معه، هذا معنى الخوارج في الشرع، نعم.
السؤال الثاني:
يقول السائل: حفظكم الله وسددكم شيخنا، ابتلينا بفتنة الخوارج جماعة الشباب في كينيا فما واجب الطالب السلفي في هذه الفتنة؟
الإجابة:
نحن وغيرنا مع علمائنا وأئمتنا ليس عندنا إلا البيان، نبين بيانًا يفهمه عنا الخواص والعوام فمهمة دعاة الحق والبصيرة والخطباء والمدرسون الذين هم على مسلك السلف هذا البيان للناس، فمن قَبل قَبل ومن أبا فليس لدينا قاهر يقهرهم ما عندنا قهر، القهر مهمة السلطان مهمة الحاكم هو الذي يأطر عليهم يأطرُهم أطرًا بالقوة، كما فعل أقول عَلِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -من رجع بعد إقامة الحُجّة يعني تركه، لأنه أدىّ المطلوب منه ومن أبى قاتله، هكذا حُكام المسلمين، هذا هو الواجب عليهم، فلعنة الله على الديمقراطية والمدنيّة والمساواة المزعومة ،ومن أكبر الداعين إليها الضال المضل يوسف القرضاوي المصري منشًأالقطري إِقامة، طهّرَ الله قَطر منهُ ومن أمثاله من الضالين المُضلّين، وحينما أقول القطري إقامة فلست يعني محملًا حاكم قطر ولا شعب قطر ولا نواب الحاكم من وزراء وقضاة ومفتين لست محملًا إياهم المسؤولية، نعم.
السؤال الثالِث:
أُخت من إحدى الدول الكافرة تسأل تقول: زوجها يدافع عن داعش ويسبّ العُلماء،وعزم أن يلحق بداعش في هذا الصيف، ولا يقبل النصائح منها، فما نصيحتكم جزاكم الله خيرا؟
الإجابة:
أولاً إذا كُنتي قد أبلغتي فيهِ نصحًا، وأبى فحقُكِ الخُلع، خالعيه إن قدرتي، وثانيًا إذا كانت الحكومة تُحارب الخوارج، وهم يُسمونهم (الإرهابين)، نحنُ إصطلاحُنا (خوارج)، إن كانت تُحاربهم فأبلغي السُلطات،أو أوزعي من إخوانك المُسلمين الذين يستطيعون إبلاغ السلطة،وبهذين تبراءُ ذمتكِ يا بنتي -إن شاء الله تعالى-.
السؤال الرابع:
بارك اللهُ فيكم شيخنا السؤال الرابع يقول: هل يجوز لنا اليوم أن نُنزل أحكام الخوارج على التكفيرين الموجودين بيننا؟
الإجابة:
لا شك يعني من حيث الحُكم العام ، نعم لكن يُنظرُ في حالهم، ويُبينُ لهم،فمن الناس من هو من الهمج الرعاع،كما قال عَلِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- «النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِق»، فقد يكون هذا من أصحابهم ، من أصحاب النعّاقين، أتباع النعّاقين،نعم، أما إن كان عالمًا يفقه، وعرف الحُجة وعلِمها وفهمها فهو خارجي ولا كرامة عندي.
السؤال الخامِس:
يقول السائل: ما هي صفةُ تحريك السبابة في التشهد؟
الإجابة:
يرفعُها وينزلها، هكذا، هكذا، والألباني –رحمهُ الله- ذكر في كتابهِ صفة الصلاة، قال: فائدة عزيزة، ثم ذكر أن الإمام أحمد –رحمهُ الله- سُئل عن رفع اليدين، قال: بشدة، نعم.
السؤال السادس:
يقول: عندنا في تونس كثير من الشباب إذا قام بالنظرة الشرعية، يطلب من والدها أن يعقد لهُ عقدًا شرعيًا بحجة أنهُ يرد أن يتكلم معها ويتعرف عليها وكثير،من الأولياء عندنا لا يعرفون معنى العقد الشرعي ويظنون أن موليتهُ لا تصير زوجة لذلك الشاب، إلا بعقد مَدَني، فيقول للخاطب زوجتك ، وهو يقصد الخطبة لا التزويج، والسؤال هل يقع العقد صحيحًا إذا لم ينوي الولي التزويج؟ والسؤال الثاني تابعًا لهُ:ما هي نصيحتكم للأخوات السلفيات اللاتي يتسرّعن في العقد وربما تحصل أُمور من الخاطب كالإستمتاع بها، ثم يطلقها وهو عند الناس لم يدخل بها، فتقع في إحراج مع الناس ووالديها، وجزاكم اللهُ خيرا.
الإجابة:
أقول أولاً إن قدرت أن تاتي بمن تريد تصاهر فات بمن يناصحهُ ويبين لهُ إن قدرت أو لأقرب بلد علماء معتبرون سلفيون،نعم نبين لهُ ،ثانياً لا يشترطُ النية فإذا قال الولي وبحضور الشهود، وسُمي المهر، هذا الأولى أن يُسمى زوّجتك بنتي فلانه، وقال الخاطبقبلتُ نكاحها، تم فهي زوجهُ، ترثهُ ويرثها وحل لهُ منها كُلُ شيء، لان هذا هو العقد في شرع محمدٍ –صلى اللهُ عليه وسلم- بقي ما يسمونه عندكم في تونس وفي غيرها من الدول العربية، إلا عندنا وللهِ الحمد،لا يوجد هذا العقد الَمدني، هذا للتوثيق فقط، وليس للدخول، للتوثيق، والأمر الثالث والأخير في هذه المسألة أنا أنصح كُل مسلمة،أن ترعى عُرف أهلها، فبعض الأعراف لا يُمكنون الرجل من الإختلاء بزوجه، فإذا كُنتِ يا مُسلمة يا سلفية ، عُرف أهلك كذلك فلا تُمكنية، من الخلوة بك، وبعضهم يسمح لهُ بالزيارة والخلوة ،لكن لا يريدون أن يأتي بها، لا يريدون أن يجامعها فلو حصل فكان فضيحة لهم، وربما إعتدوا على البنت بالضرب إلى غير ذلك من العقوبات، فأنا أنصح كُل مُسلمة أن ترعى عُرف أهلها بعد أن يتم العقد،وأحُذِر كل مسلمة من أمر فاشي في كُل مكان، ولاأدري بعض مناطقنا وصلهم ذلك وهي أن تهيء الرجل يخاطبها وتُخاطبه وربما إجتمع بها في مكان مُعين، ثم بعد ذلك تأتي إلى أهلها وتقول أُريد هذا الرجُل، والله يا بنتي إنكِ هبلاء، إذا كان هذا مسلكك هبلاء، أولاً النساء لا يعرفن خبايا الرجال،ومكامن مكرهم ، هذا بعيد ما يمكن، صعب ، ثانياً أنتِ خرقتِ باب البيت وهو وليك،وهذا خطأ منك، معنى هذا أنك همشتي وليكِ،وكأنكِ أنتِ القائمة على نفسك ولم ترعي قولهُ تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء 34] فكأنكِ تقولين،أنا قوامة على نفسي القرارُ لي ،أنتيا وليي أكمل فقط أكمل، هذا يفعلهُ الهُبل من النساء والمُتأثرات بالغربيات ، وإن كانت مُسلمة، مُتجلببة مُختمرة ، لكن هذا خطأ لا يجوز ، بل من مصائد الشيطان ، فكم من واحدة، وأنا أقول هذا عن علم لأني كُنت على الهاتف فيتصل رجال ونساء، فكم من واحده ضحك عليها هذا الخطيب، قال لها أنتِ ستكونين زوجتي -والحمدُ لله-أيام بسيطه ويحصل العقد وتحصل الملكة ، خليني يعني أتمتع وكذ وكذا أنتِ ستكونين زوجة لي ، فيضحك عليها، ويفعل معها المكروه، فتحمِل منه،بعضهن تحمل ، المهم النهاية أنهُ يتركُها، لماذا؟ لأنهُ وَقّرَ في قلبهِ مادامَ مكّنتهُ فلن تتورع من تمكينِ غيرهِ منها ولوكانت فراشا، فأتقينَ الله يا مُسلمات وحافظنَّ على شرفكِن وعفتِكّن وأحفظنَّ كرامة أَهلِكنَّ، إذا مثلًا كلمتكِ إمرأة لأخيها أو لعَمِها أو لخالِها أو لأبيها فقولي لها إن كان صادِقًا فليأتي للبيت يأتي لأبي أو وليّي مهما يكون هو وقد تحاول أنتِ مكنيهِ من النظر أنتِ كلميه بكلمات، ما يضُرك شيء أنا عندك، فازجريها زجرًا شديدًا، وقولي لا تعرضي الأمر عليّ بعد هذا إن كانَ صادِقًا أنا دللتُك، بهذا تحفظين كرامة أهلك، وتصونينَ عرضهم، وتحفظينَ عفة نفسكِ -إن شاء الله تعالى-.
السؤال السابِع:
يقول السائل: نشر المغرضون من أتباع المتلوثين بالحزبية كأتباع الحلبي وأتباع الحجوري والحدادية وغيرهم أنكم تتهمون العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- بأنه يقول بجواز التنازل عن أصول الدين فما تعليقكم بارك الله فيكم؟
الإجابة:
والله وتالله وبالله إنهم لكاذبون، ومنطلقهم الخبيث أنه لما حصل ما حصل بين الأخوين الشيخ ربيع والشيخ فالح ناصحناهم، أنا وصالح السحيمي ومُلفي الصاعدي، فناصحنا كلا منهما سرًا، ولما خرجت نصيحتنا للشيخ ربيع حفظه الله -وبارك له في عمره وعمله وعلمه- نُشِرت، رأيت أنه من العدل أني أنشر نصيحتنا لفالح الحربي، وجعلتُ ولدي عبدالعزيز يقرأها عن طريق غرفة البالتوك التي يُشرِف عليها أخونا خالد ابن مُحمد ابن عُمر الذي كُنيتهُ أبوزياد، هذا أولًا، ثانيًا الشيخ ربيع -حفظهُ الله- ردّ علينا فقبلتُ ردّه وأَقررتهُ ولم اُعقب عليهِ بشيء، فلو أنهُ لم يُصِب في ردّه لتعَقبتهُ، الأمر الثالِث لو كنتُ اتهّم الشيخ ربيع -أعاذهُ الله وإيانا وإياكم- من مداخل الشيطان فسقيات وكُفريات، نعم لأعلنتُ ذلك ولهجرته، وأنتم تسمعون أو أكثركم أني في مواطِنَ كثيرة لا تُحصى أُثني على الشيخ ربيع -حفظهُ الله- فهل يجتمع اتهامي لهُ بالتنازل عن الأصول وثنائي عليه؟ هذا لا يقبلهُ عميٌّ عاقل فكيف بمن ينتسبُ إلى العلم هذا تناقُض الأمر الرابع أنا أتحداهُم أينَ هذه الكلمة؟ ليسَ في خطابي للشيخ ربيع أني اتهمهُ بالتنازلِ عن الأصول، فاللهم من كان منهم فيهِ خير فألهمهُ رُشدّه ورُدّهُ إليكَ ردًا جميلًا، ومن لم يكن منهم فيه خير فنسأل الله أن يكفينا شرّهُ فيما شاء، وأن يُوقفهُ يوم القيامةِ للخصومة، نعم.
أقول ختامًا لا تستغربوا من أهل البِدع والتحزّب وكل من تلوّث بالبدعة والتحزّب هذا هو مصيدتهُ، ليس عندهُ سِلعة رائجة سوى هذا، أما السُنّة فليست بغريبة الكُل يعرفها ولله الحمد، نعم.
السؤال الثامِن:
يقول السائل: مدارس نظامية في أندونيسيا قد اختلفت كلمة السلفيين لأجلها وكثُر القيل والقال وهذه المدارِس تشتمل على الآتي قراءة نص المباديء الخَمسة وهي تقومُ على حُرية الأديان والقوميّة والديموقراطية،وفي ظلِ هذه المباديء ضربَت العلمانية أعطانها مع احتوائها على مادة اللغة الأندونيسية التي تشتمل على قصص تتضمن الشركيات والوثنيّة، غير ما فيها من مُخالفاتٍ ظاهرة كتحية العلم والتغني بالنشيد والحِدادِ المصحوبِ بغناء والصوّر فهل يجوزُ للسلفيين الإختلاط فيها والمشاركة؟
الإجابة:
هذه مدارِس مبنية على الكُفر المُركَب، فلا يحلُ لمسلمٍ أن يدرس فيها، نعم إن كان لديهِ أقسام لمن أرادَ العلوم الشرعية واللغة العربية والتاريخ الإسلامي فلا بأس، أما إذا كانَ على هذا المنهج المختلِط الذي يحوي الكُفريات فلا يحلُّ لمسلم أن يختلط فيها ولا أن يُدرِسَ فيها،نعم.أقول فهي تدعو إلى وحدة الأديان، نعم، تفضل، وهذا كُفُر.
السؤال التاسِع:
يقول: عندنا في بلدنا يُصلونَ الفجر قبل دخول الوقت، فهل لنا أن نُصلي معهم وتكون لنا نافلة ثُمَّ نُعيدُها في البيت، أو لا نذهب للمسجِد أصلا؟نرجو منكم التفصيل في هذه المسألة، لأنهُ قد وقعَ بين الإخوة خِلافٌ كبير حولها؟
الإجابة:
هذه دعوى كثيرة، وتحتاج إلى تثبُت ويقين، لا يجوز أن تُبنى على الشك، أبدًا، والمُدُن الآن مغمورة بالأضواء الكهربائية فلا يتبيّن وقت دخول الفجر، لكن إذا تيّقنَ تقيٌّ لله -عزَّ وجلّ- بأن رأى في أماكن بريّة قريبًا أنَّ قومهُ في مدينتهِ القريبة من البريّة يُصلونَ قبلَ الوقت، ويُمسكونَ قبلَ الوقت فلا يُصلي معهم، بل يُصلي وحدهُ في بيتهِ، وما أظنُ الحُكام يُتابِعون من لم يُصلي مع الجماعة لأنَّهم بنوا حُكمهم على الحُرية والديمقراطية وغير ذلك من الألقاب الخبيثة، نعم، لكن كونهم يُصلون جماعة هذا يُلفتُ النظر إليهم ونخشى عليهم من أفراخ الكُفار، أنا أقول أفراخ كُفار لكني لا أُكفرهم إلا من قامت عليهِ الحُجّة، هُم أفراخ، جنود مُجنّدة، نعم مصايد، نعم.
السؤال العاشِر:
يقول: قالَ أحدُهُم إن بُعِثَ نبيّ وقالَ لنا قاتلوا مجموعة من المُسلمين سَنُقاتِل ولن نتراجع عن ذلك، أما كما سمِعت من جاء وأقامَ لهُ جَبهة وقام يُجرجرُ المُسلمين إلى القِتال أو أَسسَ لهُ حِزبًا وجرجرَ المُسلمينَ إلى القِتال وإلخ، هذه الطُرُق لا نقبلها ولا تُقبلَ عند الله، بل هي من الفِتَن العِظام والإنحراف الكبير، فما تعليق فضيلَتُكُم على هذه المقولة؟
الإجابة:
كذّاب، وما إخالهُ إلا جسرٌ للرافِضَة ولو شئتُ لسَميتُ ذلكم، جسرُ البِدع، بل ومدخلٌ للكُفُر وقد رَددنا عَليه في ردّ منشور، وهذه المقولة أولًا تَضليل الصحابة ومن بعدهم ممن قاتلوا الخوارِج وجاهدوا الكُفار وفتّحوا بلادَهُم، وممن وقع تحت طائِلة هذه المَقولة الظالِمة الملعونة الفاجِرة أبوبكر الصديق- رضي الله عنه- قاتَلَ المُرتدين، وفتَحَ ما يسّرَ اللهُ لهُ من فتوح جاهَد، ثُمَّ عُمر-رضيَّ اللهُ عنه- فهو الذي دوّخَ الفُرس وأخشى أن يكون لهُ أخوال من الفُرس، أخشى ولو من بعيد، ثُمَّ عُثمان وهكذا، فهُم على هذه المقولة ضآلونَ مُضلِون، ثُمَّ من اعتقد ذلك كَفَر لأنهُ يُضللُ سادة الناس في هذه الأُمة بعد رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلم- وثانيًا هذه المقولة الظالِمة الفاجرة ولا تصدُر إلا من خبيث، لخبيث المُعتَقَد فاسِد ولو انتسبّ إلى العلِم ولو تتلمَذَ على شيخ فاضِل نعم تُشبه قولة الرافِضة عليهم لعائن الله لا يرون القتال حتى يخرج المهدي المُنتظَر في السرداب، سرداب يقولون لعلّ الفأر لا يدخُل منه فكيف رجُل! هذا الإمام، هذا شيطان، شيطانُهُم هذا وليس من الإئمة، صاحِب السرداب إمام من أئمة المُسلمين لا يفعلُ هذا، نعم ثالِثًا أجمَعَ المسلمون على قِتال الروافِض والخوارِج إذا فارقوا الجماعة نقلَّ هذا شيخ الإسلام ابن تيمية، الأمر الرابِع هذا يُسوِق الآن للرافِضة ويُقوي قولهُ هذا شُبهته.
الأمرُ الخامِس هذا يطعنُ في أهلِ الغَيرة والحَميّة والشجاعة ورفع راية الجهاد ضد الحوَثة الفجرة الكفرة في كتاف وغيرها من اليَمَن- نسأل الله العافية والسلامة- نعم، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} [الحج 46] هذا قلبهُ أعمى، نعم، فيجِبُ على حاكمهِ أن يستتيبه فإن تاب وإلا ضُربت عُنقه أقل أمر إنهُ فاسِق، أهلُ الغيرة على دين الله، وأهلُ الحميّة لدين الله تكاتفوا حتى قهرَ اللهُ على إيديهِم الحَوَثَة، نعم، الحَوَثَة تَعدّوا على كِتاف وغيرها، وأفتى -ولله الحمد- معنا من أفتى من أهل العلِم بجوازِ قتالِهِم، نعم، فهذا يطعَنُ في إخوانه الفُضلاء الأخيار، من رجال الشهامة والشجاعة والحميّة الذينَ انبّروا للرافضة الكُفار الملاعين فقهروهم ولله الحمد، نعم. غيرَ إنَّ الحجوري الضآل المُضِل المخذول خَذَلَ المُجاهدين وذلكَ أنهُ أَمرَهُم -أعني أتباعهُ من الجُهّال- أن يصدّوا عن المركز خلوكم هكذا مع المركز، والمركز فيهِ رجل يقرأَ في كتاب الطهارة أظن من بلوغ المرام أو غيرهِ وليس حولهُ أحد أُنظروا ! هذا الظاهر أظنهُ بل أتيّقَن أنهُ مدسوسٌ آخَر على أهل السُنة وعلى دعوة الشيخ مُقبِل -رحمهُ الله- نعم.
السؤال الحادي عَشَر:
يقول السائِل: رجل أشترى بيتًا بقرضٍ أخذهُ من المصرِف يأخذ المصرِف شهريًا من مرتبهِ مبلغًا ولكن هذا الرجُل تُوفي ولازالَ القرض عليهِ، ومُرتَبهُ مُستَمِر، وكل شهر يأخذ المصرَف من مُرتبهِ فهل هذا يُعتَبَر دينًا في رقبتهِ لا يُريحهُ في قبرهِ وهل الأولى من أهل الميت أن يدفعوا هذا القَرض ليستريحَ الميت؟
الإجابة:
أولًا عمل البنك صحيح إلا إن كانَ يأخذ فوائد، وثانيًا هذا دينٌ في رقبتهِ ولا تٌقسَم التَركة إلا بعد أن يُسدد الدين، وهذا إن كانَ في السعودية فليتقدّم إلى ولي الأمر، فإنَّ وليَّ الأمر -وَفقهُ الله- أعفى –هناك مكرمة ملكيّة- أعفت المُقترضين، يتقدم لدى الجهات المخوّلة برفع طلبة إلى ولي الأمر وسيرى -إن شاء الله- ما يُسددُ بهِ دَين مُورثهُ. أنا أقصد إذا كانَ هذه السُلفة، القرض من صندوق التنمية العقارية، نعن، تفضل.
السؤال الثاني عشر:
يقول: شاب مستقيم عندهُ أبناء صغار دون سن التمييز وهو يسكن بعيدًا عن أهله وهم من عامة الناس وعندهم تلفاز يقول وأبوهُ وأُمه مُتعلِقانِ بأبناءِه ويُحبونَ بقاءِهم معهم بينَ الحينِ والآخر لِمُدة تُقارِب الإسبوع، يقول ويزعلون إذا منعناهُم من أخذِهِم، فما توجيهُكم؟
الإجابة:
قالَ- صلى الله عليهِ وسلم- «الطاعةُ في المعروف»، فإن كان قريبًا من أهله يجعل أبناءه يتعاهدونهم بالزيارة من وقتٍ لآخر، وإن كانَ بعيدًا فهو أولى بحفظِهِم ورعايتِهِم أولى من الأبويين، نعم، وأنا لا أدري عن هذين الأبوين هل هما ممن يُطلِق استعمال التلفزيون إطلاقًا عامًا، أو من المُحافظينَ الذينَ يُفيدون منهُ في المُحاضرات والخُطَب والأخبار، نعم، فإن كانوا من هذا فهُم على خير -إن شاء الله- لكن هو أولى بحفظِ أبناءِهِ منهم «إنما الطاعةُ في المعروف»، فإذا تعلّقَ أبناء الرجُل بأهلهِ البعيدين ينسونه ولا يعرفونهُ حقَّ المعرفة،وهو يتكلّف لا يستطيع أن يزورهم يوميًا عند أبويه،نعم، فهؤلاء الأبوين محبتهُم عمياء، نعم إذا كان الأبوين عاجزين، رأى أن يخدمهم بعضُ أبناءه مع الحرص عليهما فلا مانع -إن شاء الله- أما إذا لم تكن لهم حاجة وإنما أرادوا أن يبقوا الأولاد عندهم فهذه ليست سياسة حَسَنة، نعم وهذا من الغلوّ في المحبة.
السؤال الثالث عشر:
يقول السائل: هل يؤخَذ العلِم من المُخَذِلة الذين يدّعونَ إنهم سَلَفيّة، ويقولونَ خُذ من الكُل؟
الإجابة:
أولًا المُخَذِلَة المُنتسبونَ إلى السُنة هم أخطر من المُبتدِعة لأنهم جسر للمُبتَدِعَة، وثانيًا (خُذ العلِم مِن كُل أحد) هذا ليس صحيح، ليس على إطلاقها أبدًا خطأَ، فالأصلُ أن يؤخذُ العلمُ عن صاحبِ سُنة وما من علم إلا ولله الحمد عند أهل السُنة الحظ الأوفر منه، أهلُ السُنّة هم سادة الموحدين، اهلُ السُنة سادةُ الفُقهاء، أهلُ السُنة هم علماء الحديثِ والأثر يُوجد من علماء السُنة -وللهِ الحمد- من هو بارعٌ في النحو والصرف والأدب، فنون عديد بالإضافةِ إلى عندهم من علم الشرع، لكن إذا كانَ هُناك علم لا يمكن حصوله إلا عند مُبتَدِع فهُنا ثلاث أحوال: الأولى أن يكون الطالِبُ مُتمكنًا راسخ القدم في العقيدة في التوحيد في السُنة، الثاني أن لا يكون هذا يدعو إلى بدعتهِ ويُقررُها، فقديمًا كان مُبتَدِعة وهُم علماء في الحديث يؤخذ عنهم، الثالِث إذا كانَ هذا ممن يُقرر بِدَعه، فههنا الفرقان بين أمرين، الأمر الأول: أن يكونَ الطالبُ كما قُلنا مُتمكنًا وقويًا يُحسن الردّ فيُنبّه الحاضرين، الامر الثاني إذا كان الطالبُ ضعيفًا ويخشى على نفسه مع تمكنهِ أن يُلبّس عليهِ هذا المُبتِدع بعض الأمور لأنَّ المُبتَدِعَة عندهُم شُبُهات حتى بعض أهل العلم يعجز عنها، نعم تحتاج إلى علم عميق علم رسوخ تُكشَف به الشُبهات.
السؤال الرابع عشر:
يقول السائِل: تُوفيَّ أخي وخلّفَ أبناءًا صِغارا وزوجتهُ من عامة المسلمين، وأنا أُريد أن أتزوجها لأنالَ كفالة اليتيم ولمّ شمل الأُسرة فما توجيهكم لي سماحة الوالِد وجزاكم الله خيرا؟
الإجابة:
إذا انتهت العدّة فاخطبها لا مانع إن رضيت فالعمل صحيح وإن لم ترضى يخلفُ الله لك ولها خيرا -إن شاء الله تعالى.
السؤال الخامس عشر:
يقول: أحيانًا أشتري كُتبًا وأدفع لصاحِب المكتبة دولارًا فيخصم قيمة الكتب ويردّ لي الباقي ريالات، فما حُكم هذه المعاملة علمًا أنها تتم في حينها يدًا بيد؟ وجزاكم اللهُ خيرا.
الشيخ: ما الكُتُب؟ دفاتِر؟ الدولار أربع ريال إلا ربع، ما أدري لعلها رسالة صغيرة؟ أي كُتُب؟ لعلهُ أراد دولارات.
القارئ: دولارات يا شيخ، إيه دولارات.
الإجابة:
إذًا ليست دولارًا واحدًا استغربت، لا مانِعَ من هذا مدام يدًا بيد، فلا مانِع إن شاء الله تعالى.
وبهذا القدر نكتفي، واعذرونا بارك الله فيكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.