وهذا في خبر الآحاد أيضًا، يُفيد الظنّ وقد قُلنا فيهِ أيضًا وإلا ما ذكرناه في اللقاء الماضي.
أخبار الآحاد على الصحيح أنها إذا صَحَّت تُفيد العلم بل والعمل فما في الصحيحين من أحاديث وهي آحاد ماذا تُفيدُنا نحنُ معاشِرَ المُسلمين؟ العلم والعمل، هذا هو الصحيح وهو قول أهل السُنة، أهل السُنة أهلُ السُنة، ما هو أهل السُنة التي يطلقها المتكلمون، وينقلُها عنهم الأصوليون، وينقلها عنهم أيضًا أصحاب علوم الحديث ممن هم على طريقة الأشاعِرة، ويريدون به أهل السُنة الأشاعرة! لا، أهل السُنة أهل الأثر، أحمد بن حنبل والبُخاري ومن معه، أبد، فيُفيد العلم ويُوجب العملَ هذا الذي تُفيدهُ أخبار الآحاد الصحيحة عن رسول الله- صلى الله عليهِ وسلم- وقد تكلمنا في هذا كذا مرة وذكَرنا لكم أبيات شيخ شيوخنا - رحمهُ الله- الشيخ حافِظ ولعل كثيرًا منكم قد عرفها :
وَالْخَبَرَ اعْلَمْ مِنهُ ما تَوَاتَرَ وَمِنهُ آحَادٌ إِلَينَا أُثِرَ
فَذُو تَواتُرٍ بِهِ العِلْمُ حَصَلْ وَثَابِتُ الآحادِ يُوجِبُ العَمَلْ
بَلْ يُوجِبُ العِلمَ عَلَى التَّحقِيقِ عِندَ قِيَامِ مُوجِبِ التَّصْدِيقِ
فَالْتَزِمِ القَولَ بِهِ فَإِنَّهْ بِــــهِ يَقُولُ كُلُّ أَهلِ السُّنَّهْ
كَمْ أَرْسَلَ الرَّسُولُ مِنْ آحَادِ يَدْعُونَ فِي الآفَاقِ للرَّشَادِ
مِثلَ مُعَاذٍ وَعَلِي وَالأَشْعَرِيْ وَرُسْلِهِ إِلَى الْمُلُوكِ اِعْتَبِرِ
وَأَلْزَمَ الْمُبَلَّغِينَ الْحُجَّهْ بِهِمْ وَبَانَت بِهُمُ الْمَحَجَّهْ
وَخَبَرُ القِبلَةِ فِي أَهلِ قُبَا فَانْصَرَفُوا فَوراً بِمُطلَقِ النَّبَا
وَبَادَرُ الشِّرَّبَ بِنَثْرِ الْخَمرِ حِيْنَ أَتَاهُمْ مُخبِرٌ بِالْحَظْرِ
وَأَمرُ رَبِّنَا بِنَصٍّ بَيِّنِ فِي خَبَرِ الفَاسِقِ بَالتَّبَيُّنِ
يشعِرُ أَنَّ خَبَر الأَثْبَاتِ يُؤخَذُ بِالقَبُولِ وَالإِثبَاتِ
بس، والسَفسطة أكثر من هذا ما هي لنا لهم هم، ولعلنا عند هذا نقف والثرثة ليست لأهل العلمِ ولا لطلبة العلِم وهذا فيهِ كفاية إن شاء الله ولعلنا نعود إلى الباقي والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده رسولنا محمد.